الإقتصاد والتجارة

تبني بيلاروس نموذج إقتصاد السوق الفريد الخاص بها الذي تعتبر أهم قيمه هي:

  • التركيز على الإنسان
  • الضمان الإجتماعي
  • الضبط الحكومي الفعال
  • التقنية العالية
  • كفاءة إستخدام الموارد والطاقة
  • القدرة على المنافسة
  • التجارة المتطورة
  • البنى التحتية السوقية

إزمة عام 2012 م أصبحت مناسَبة ملائِمة لنمو الإقتصاد البيلاروسي، فلأول مرة منذ 20 عاماً تم تخفيض الأسعار على موارد الطاقة بنفس الوقت الذي تمت فيه زيادة أسعاره التصديرية، كما أن الأوضاع الداخلية لابأس بها إذ أن سعر صرف العملة المحلية مستقر والأسعار مستقرة لحد معين، هذا ومن المقرر لغاية نهاية هذا العام الإنتهاء من كافة الأعمال

التنظيمية المتعلقة بتحديث الشركات الحكومية بشكل متكامل. يحفز كل ذلك قادة البلد بدفع فكرة إقامة إقتصاد جديد عالي التقنية يمكنه أن يؤمن في عام 2013 مايلي:

  • نمو الناتج القومي المحلي بمقدار 8,5%.
  • نمو إنتاجية العمل بشكل يسبق وتيرة نمو الأجور الحقيقية (بمقدار 9,3% وبمقدار 7,1% على التوالي).
  • الفرق الإيجابي بين الإيرادات والنفقات خلال فترة محددة (سالدو الإيرادات والنفقات إيجابي) في مجال التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات (بما لا يقل عن 0,7% من الناتج القومي المحلي).
  • ميزانية متوازنة بدون نمو في الدين المحلي وبدون إصدار أموال جديدة من أجل تمويل النفقات الجارية.
  • الحفاظ الإيجابي على معدل إعادة التمويل الحقيقي

من المخطط له التوصل إلى زيادة الناتج القومي المحلي بفعل زياد حجم الإنتاج في القطاعات التقليدية وكذلك بنتيجة تشكيل قطاعات إقتصادية جديدة عالية الإنتاج ذات قيمة مضافة عالية.

تراهن بيلاروس على التكنولوجيا الجديدة ونظام الإدارة المرن

أساس القدرة الإنتاجية في جمهورية بيلاروس هي الصناعة، التي تبلغ حصتها 39,6% من أصول الإنتاج، حيث يعمل في 2390 شركة مختلفة 27,3% من إجمالي العدد العامل في المجال الإقتصادي من السكان وهذا يشكل حوالي 30% من الناتج القومي المحلي للبلاد.

تم في بيلاروس اعتماد برنامج تطوير الصناعة للفترة حتى عام 2020 م فبشكل عام يخطط دعم تحديث هذا القطاع بأكثر من 70 مليار دولار وستركز الصناعات الجديدة التي ستقام على القطاعات العلمية مثل: الإلكترونيات الميكروية والصيدلة والتكنولوجيا الفضائية.

ومن المتنبأ له ظهور 400 ألف فرصة عمل لغاية عام 2020 إذ بنفس الوقت الذي سيتم فيه خفض إستيراد القطاع الصناعي بشكل تدريجي سيزداد مستوى القيمة المضافة في الإنتاج حتى يصل إلى المستوى الأوروبي.

تحتل موقع الريادة في القطاع الصناعي للبلاد صناعة الآلات والمعادن والكيمياء والبتروكيمياء والطاقة الكهربائية والصناعات الخفيفة والغذائية والطبية والميكروبيولوجية والصناعات المتعلقة بالأحراج والغابات والصناعات الخشبية ومواد البناء.

 

التكامل كأولوية في التنمية

تدعو الحكومة كأولويات للتطوير الصناعي في البلاد إلى تكتل وتكامل الشركات في شركات متعددة الجنسيات وخاصة في مجال تلك الصناعات مثل الآلات والمكائن والمعدات الكهربائية والصناعات الإلكترونية وغيرها.

يتشكل في بيلاروس نموذج الشركات القابضة لتنظيم الأعمال التجارية، ففي الوقت الحاضر تم إنشاء 45 شركة قابضة تضم 297 شركة، منهم 22 شركة قابضة تشارك فيها الدولة، أضخم الشركات القابضة تشكلت من شركات مساهمة، تعود 100% من أسمها في رأس المال التأسيسي للدولة.

في الوقت الحاضر تم تسجيل الشركات القابضة التالية: «غوريزونت»، «بيل أومو»، «بيل أفتو ماز»، «أفتو كومبونينتي»، «بيل ستانكو إينسترومينت»، شركة «أمكوردو» لتشكيل المعادن البيلاروسية، كذلك يتم الإنتهاء من تسجيل شركتين قابضتين أخريين وهما ب«بلاز و „ليد سيل ماش”، كذلك قيد الإنشاء ثلاث شركات قابضة أخرى سيتم إنشاؤهم لغاية نهاية هذا العام وهم: الشركة المساهمة المتحدة – „مصنع محركات مينسك” و „بوبرويسك أغروماش” و „إنترغرال”، بعد الإنتهاء من الشركات المساهمة من المقرر إنشاء شركات قابضة من الشركات المتحدة مثل: „م.ت.ز” و „غوم سيل ماش” و „مصنع مينسك للآلات الكهربائية” وكذلك „ليفت ماش”.

يتنبأ الخبراء بأن عمليات دعم الأعمال التجارية التي تجري في بيلاروس ستزيد من دور الشركات القابضة في إقتصاد البلد التي يبلغ نصيبها 3,3% من موارد الإقتصاد و4,4% من الدخل و6,3% من حجم الإنتاج الصناعي و0,7% من إجمالي حجم الصادرات.

 

رأس أسطول الصناعة البيلاروسية

بناء الآلات

منتجات الشركات المنتجة الوطنية معروفة بشكل جيد خارج نطاق الجمهورية، إذ تباع خارج البلاد 90% من منتجات شركات صناعة الآلات البيلاروسية، إذ أن بيلاز و ماز و م.ت.ز ب.م.ز رموز لا تحتاج إلى تشفير، لكن رأس أسطول الصناعات البلاروسية لا يتوقف على ما وصل إليه بل يفتتح سنوياً أفاقاً جديدة.

الماركات التجارية البيلاروسية – بيلاز. صور: interfax.by.
الماركات التجارية البيلاروسية – بيلاز. صور: interfax.by.

حوالي 80% من الشاحنات المنتجة في بيلاروس تذهب للتصدير، كما أن كل ثالث سيارة قلاب تعمل في المناجم في جميع أصقاع الأرض تم إنتاجها في جودينو. في عام 2012 م نال مصنع بيلاز للسيارات البيلاروسية جائزة أفضل عرض صناعي في واحد من أضخم معارض الإبتكارات الروسية معرض إينوبروم- 2012.

بيلاز – الخط الرئيسي. صور: tvr.by
بيلاز – الخط الرئيسي. صور: tvr.by

تراهن اليوم شركة «بيل أفتو ماز» القابضة ليس على إنتاج شاحناتها القاطرة التي منحت المجد العالمي للشركة وحسب بل تصمم أشكال جديدة من الآليات الخاصة والآليات المستخدمة في البلديات التي تتطابق بمواصفاتها مع جميع شروط السوق الحديثة، فهي تنتج القاطرات وسيارات الشحن المتوسطة الحمولات والقلابات وناقلات الأخشاب وناقلات الحولات الخاصة وسيارات المناطق الوعرة والشاسيهات بمختلف تجهيزاتها الخاصة – كل ذلك يزيد عن 500 موديل وصنف (بما في ذلك تلك التي تتطابق مع نظام المواصفات والمقاييس يورو– 4 (Euro-4) و يورو- 5 (Euro-5) يتم إنتاجه في شركة «ماز» المساهمة المفتوحة التي أصبحت الشركة المسيرة لإحدى الشركات القابضة. أما جميع أنواع القاطرات و 95% من صناديق سيارات القلاب فيتم إنتاجها في موغيلوف بمصنع «ماغيلوغ ترانس ماش» الذي أصبحت إحدى اختراعاته الشاحنة القطار المخصصة لنقل الحبوب وغيرها من المنتجات الزراعية. أهم أسواق تصريف منتجات صناعة السيارات الوطنية تبقى أسواق دول الرابطة المستقلة وبالدرجة الأولى روسيا، مع العلم بأن مصانع الأليات البيلاروسية تصدر منتجاتها إلى الغرب كما تدرس إمكانيات الأسواق الإفريقية وأمريكا الجنوبية.

الماركات التجارية البيلاروسية – ماز. صور: interfax.by.
الماركات التجارية البيلاروسية – ماز. صور: interfax.by.

جرارات «بيلاروس» – هذه أيضاً علامة تجارية معروفة عالمياً، فمصنع مينسك للجرارات يزيد نصيبه في السوق العالمية على 7%، إذ تشير الإحصاءات إلى أن جرارات «بيلاروس» تجتاز سنوياً حدود 50 – 60 دولة من دول العالم، بينما جغرافيا تصدير منتجات م.ت.ز تبلغ 127 دولة من دول العالم. في عام 2012 انضمت إلى قائمة الدول المستورد لجرارات م.ت.ز كل من غينيا الإستوائية وكوستاريكا، مالازيا وميانما وكموبدجيا والعراق وفي المستقبل القريب يخطط لبدء التعاون مع شركات من أفريقيا الجنوبية كجمهورية موزمبيق ونيجيريا وغيرها من الدول الأجنبية البعيدة، إنما يبقى الشريك الأقوى للشركة هو روسيا التي تبلغ حصتها في نسبة ما يتم تصديره من المنتجات إلى السوق العالمية 57%.

تدعو بيلاروس لإنشاء مناطق إقتصادية حرة بين دول المنطقة الإقتصادية الموحدة ودول آسيان. هذا ما صرح به رئيس الوزراء البيلاروسي ميخائل مياسنيكوفيتش خلال لقاءه مع رئيس الجمعية الوطنية للبرلمان في مملكة كمبودجيا خينغ ساميرن. صور: غينادي جينكوف (بيل تا).
تدعو بيلاروس لإنشاء مناطق إقتصادية حرة بين دول المنطقة الإقتصادية الموحدة ودول آسيان. هذا ما صرح به رئيس الوزراء البيلاروسي ميخائل مياسنيكوفيتش خلال لقاءه مع رئيس الجمعية الوطنية للبرلمان في مملكة كمبودجيا خينغ ساميرن. صور: غينادي جينكوف (بيل تا).

هناك منتجات أخرى تعتبر واعدة من وجهة نظر احتلال الأسواق الأجنبية الجديدة إنها رافعات شركة «أمكودور» بمختلف حمولاتها وأصنافها بالإضافة إلى حصادات «بولسيا» التي تنتجها شركة «غوم سيل ماش».

الماركات التجارية البيلاروسية – الدراجات النارية M1nsk. صور: interfax.by.

مجمع الصناعات المعدنية

يتم تنفيذ سلسلة من المشاريع الإستثمارية الضخمة داخل شركة القابضة: «شركة الصناعات المعدنية البيلاروسية» والشركة المساهمة المفتوحة «مصنع المعادن البيلاروسي» والتي تدخل الشركة المسيرة للشركة القابضة ضمن أضخم خمس شركات في البلاد. من المقرر لغاية عام 2016 أن يتطور إنتاج المصنع الذي منذ بداياته كانت طاقته التصميمية تبلغ 700 ألف طن في العام ليصبح 3 مليون طن من الفولاذ سنوياً، حيث تدخل في مخططات ب. م. ز زيادة حجم إنتاج الحبال الفولاذية البيلاروسية.

واحد من رواد الصناعة المعدنية البيلاروسية هو مصنع ريتشي للمعادن الذي يعتبر الأول في أوروبا بتوريد مسامير البناء والمسامير الخاصة، فهذه الشركة التي يبلغ تاريخها المئة عام تحتل 45% من السوق الإيطالي و22% من السوق الفرنسية و17% من السوق الألمانية.

 

المجمع الصناعي البيتروكيميائي

حوالي ثلث المنتجات الصناعية البيلاروسية ونصف عملتها الصعبة تأتي من حصة شركة «بيل نفط خيم» الحكومية التي تضم أكثر من 60 شركة تمارس عمليات التنقيب والتكرير ونقل النفط. أكثر من 70% من منتجات شركة «بيل نفط خيم» تصدر إلى السوق الخارجية لأكثر من 110 دولة من دول العالم.

تنتج شركات المجمع الصناعي البيلاروسي طيف واسع من المنتجات المطلوبة ابتداءً من الأسمدة العضوية وحتى صناعة الإطارات والليف الزجاجي التي تستخدم في عملية صناعاتها أحدث المبتكرات التكنولوجية.

تحتل شركة «بيلاروس كالي» المساهمة المفتوحة حوالي 16% من سوق البوتاسيوم الدولية وهي تشحن منتجاتها إلى 65 دولة في العالم، لكن بيلاروس جاهزة أن تودع أموال إضافية لتطوير إنتاج الأسمدة العضوية لديها. شركة «بيلاروس كالي» هي الشركة الوحيدة بين شركات رابطة الدول المستقلة التي خلال آخر 25 سنة من أجل دعم منتجات مناجمها أنشأت وبدأت بإستثمار مناجم جديدة.

أضخم شركة في هذا القطاع هي شركة «بيل شينا» المساهمة المفتوحة التي تنتج أكثر من 300 نوع ومقاس من الإطارات للسيارات الصغيرة والشاحنات الصغيرة والكبيرة وآلات الطرق والرافعات ووسائط النقل الكهربائية والحافلات والجرارات والآلات الزراعية. تباع منتجات الشركة في 50 دولة من دول العالم، تبلغ نسبة الصادرات من هذه المنتجات أكثر من 60% من إجمالي حجم المبيعات، أهم شريك تجاري خارجي هو روسيا التي يبلغ نصيبها من هذه الصادرات 41%.

تمثل صناعة تكرير النفط البيلاروسية مجمعات صناعية حديثة لإنتاج منتجات النفط العالية الجودة مثل: شركة «نفتان» المساهمة المفتوحة (مدينة نوفوبولوتسك) وشركة «موظير» لتكرير النفط المساهمة المفتوحة. حتى نهاية عام 2012 م ستنتهي شركات تكرير النفط البيلاروسية من تنفيذ جميع مشاريعها الإستثمارية الضرورية للإنتقال إلى إنتاج بنزين السيارات المطابق لمواصفات ومقاييس الجودة الأوروبية يورو – 4 و يورو – 5. اليوم ينتج مصنع تكرير النفط البيلاروسي حوالي 80 نوعاً معتمداً حتى في أوروبا من المنتجات.

 

القطاع الزراعي

القطاع الزراعي – واحد من أهم القطاعات في الإقتصاد البيلاروسي، حيث وضعت الدولة الرهان على تطوير الشركات الزراعية الضخمة التي تؤمن أفضل المؤشرات الإنتاجية (ابتداءً من بنية المساحات المزروعة وحتى عدد الآليات والجرارات الزراعية) والتي تسمح بالقيام بجميع أنواع الأعمال الزراعية خلال الفترات الزراعية المثلى.

جغرافيا تصدير المنتجات الزراعية البيلاروسية واسعة: يتم التصدير إلى 48 دولة من دول العالم. صور: interfax.by.
جغرافيا تصدير المنتجات الزراعية البيلاروسية واسعة: يتم التصدير إلى 48 دولة من دول العالم. صور: interfax.by.

جغرافيا تصدير المنتجات الزراعية البيلاروسية واسعة للغاية إذ يتم التصدير إلى 48 دولة في العالم، أما أضخم الشركاء في مجال التجارة الخارجية فهم: روسيا وكازاخستان وأوكرانيا وفنزويلا وأزربيجان وألمانيا وبولندة والصين.

في عام 2015 م تخطط بيلاروس لتصدير المنتجات الزراعية بمبلغ 7 مليار دولار. أهم الصادرات الزراعية البيلاروسية هي منتجات اللحوم والألبان، حيث تبلغ حوالي 60% من منتجات الألبان و40% من منتجات اللحوم التي ينتجها القطاع الزراعي البيلاروسي.

الماركات التجارية البيلاروسية – شركة "بابوشكينا كرينكا" المساهمة المفتوحة. صور: أليكسي إيساتشينكو.
الماركات التجارية البيلاروسية – شركة "بابوشكينا كرينكا" المساهمة المفتوحة. صور: أليكسي إيساتشينكو.

أنجح الشركات البيلاروسية المصدرة هي شركات المنتجة للبيرة (الجعة) والمشروبات غير الكحولية ولسلسلة من المنتجات الإستهلاكية الأخرى. وفق تصنيف BelBrand 2012 التي تصدره وكالة MPP Consulting الأوكرانية فإن غالبية العلامات التجارية (أكثر من أربعين) تدخل ضمن المئة الأولى تابعة للصناعات الغذائية وعموماً بمختلف قطاعاتها وأكثر ما يتم ذكره هو قطاع البيرة والمشروبات غير الكحولية – أكثر من خمسة عشر مرة، أيضاً يدخل في هذه القائمة دزينتين من الشركات المنتجة للألبان.

القطاع الزراعي البيلاروسي جاهز لتنفيذ المشاريع المشتركة المتعلقة بالمنتجات النباتية والحيوانية التي تنحو منحى التصدير. فالصناعات الغذائية في البلاد ترغب باستقطاب الإستثمارات لإنتاج منتجات بحيث تكون مدة صلاحية حفظها طويلة. أيضاً يمكن أن تشد عناية المستثمرين المشاريع المتعلقة بتنظيم وزيادة إنتاج المنتجات التي تحل محل المنتجات التي يتم إستيراها مثل منتجات الزيوت والدهون والمعجنات والمنتجات المتعلقة بقطاع صناعة البيرة. إن الدولة جاهزة لبناء مجمعات حديثة «صعق بالتجميد» لتجميد الفواكة والفطر وتكنولوجيا تخليل وتمليح وتنقيع الخضار والفواكه.

الذهب البيلاروسي. صور: interfax.by.
 

الكتان وماركات الأزياء الأخرى

تعتبر بيلاروس واحدة من رواد إنتاج الكتان المعترف بهم عالمياً فهي تحتل المرتبة الثالثة بعد الصين وفرنسا بانتاجه. تتسارع في البلاد وتيرة تحديث مصانع الإنتاج بالإضافة إلى بناء مصانع جديد وترميم المصانع الموجودة. يوجد في بيلاروس 44 مصنعاً للكتان حيث يعتبر مصنع كتان أورشانسك واحد من أضخم مصانع نسيج الكتان ومنتجاته، فهو ينتج أكثر من 30 مليون متر مربع من النسيج في السنة.

أهم الدول التي تستخدم الكتان البيلاروسي هي إيطاليا وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والسويد وألمانيا والتشيك ودول بحر البلطيق. على مر السنين تعرض تشيكلات واسعة من الملابس الكتانية في بعض دور عرض الأزياء أمثال: Dolche&Gabbana و Armani، كما تخيط من الكتان البيلاروسي موديلاتها شركات Hugo Boss و Zara و Mexx.

تحتل الصناعات الخفيفة البيلاروسية المرتبة الثالثة في قائمة تصنيف BelBrand 2012 التي صدرت منذ عدة أيام في أوكرانيا من قبل وكالة MPP Consulting.

تشير بيانات شركة بيل ليه بروم إلى أن الوزن النوعي لمنتجات الصناعة الخفيفة البيلاروسية من إجمالي حجم المنتجات الصناعية يبلغ 3- 4% ومن حجم الصادرات 2- 3%. في الأعوام 2007 – 2010 م صدرت شركات هذا القطاع منتجات بقيمة 600 – 690 مليون دولار في السنة، وبنفس الوقت فأن الوزن النوعي للصادرات من حجم إنتاج الشركة يبلغ 45-50%.

في عام 2011 م صدرت شركات هذا القطاع منتجاتها إلى 53 دولة من دول العالم، وقد بلغ الوزن النوعي لصادرات هذه الشركات إلى روسيا الإتحادية وكازاخستان من إجمالي حجم الصادرات 81%.

الماركات التجارية البيلاروسية – Privilea. صور: interfax.by.

الطاقة

حوالي 85% من موارد الطاقة التي تشترك في إقتصاد البلاد يتم تصديرها، لكن بيلاروس تستخدم الإحتياطي المتوفر لزيادة كفاءة الطاقة . كما أن الدولة جاهزة للتخلي عن سياسة إحتكارها للطاقة الكهربائية، فقد تم اتخاذ قرار في بيلاروس يمكن بموجبه للمستثمرين من القطاع الخاص بما فيهم غير البيلاروسيين بناء واستثمار مصادر توليد الطاقة من أنواع الوقود المحلية.

المحطة الكهروحرارية – 4. صور: كونستانتين خارلاموف.
المحطة الكهروحرارية – 4. صور: كونستانتين خارلاموف.

تدرس شركة بيل إينيرغو 5 مشاريع بمجال الطاقة المائية التي يجب أن يتم تنفيذها بمساعدة الإستثمارات الأجنبية المباشرة وهذه المشاريع هي: بناء شلال من 4 محطات كهرومائية على نهر الدنيبر (محطة أورشان ومحطة ريتشي ومحطة شكلوف ومحطة موغيلوف) بالإضافة إلى إنشاء محطة نيمنوف الكهرومائية.

بناء محطة أوستروف الكهروذرية – واحد من أضخم المشاريع البيلاروسية الروسية الذي يدعم القدرة الإقتصادية للدولة الموحدة. فوفق أراء خبراء شركة «روس أتوم» فإن إنشاء هذه المحطة الكهروذرية سيسمح لبيلاروسيا بخفض إستهلاكها من الغاز الطبيعي المستورد وتخفيض إطلاق الغازات الدفيئة وبنفس الوقت فإن كلفة الطاقة الكهربائية الذرية ستكون بـ 2- 3 مرات أقل من كلفة الطاقة الكهربائية التي تنتجها المحطات البخارية الغازية ومحطات الفحم الحجري.

مراسيم وضع كبسولة تحتوي رسالة للأجيال القادمة في ساحة بناء المحطة الكهروذرية. صور: ميخائيل غوتشيك (بيل تا).

أنواع الصادرات الرئيسية – المنتجات الذكية

ايضاً وضع قطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في عداد الإتجاهات ذات الأولوية التي من المقرر أن يتم جذب الإستثمارات إليه، فعدد الشركات العاملة في بيلاروس التي تنتج المنتجات الذكية المطلوبة في كل أنحاء العالم ينمو بشكل سريع.

في عام 2011 م لعبة أون لاين الجماهيرية التي يستخدمها الكثيرون World of Tanks تم إنتاجها من قبل ستوديو Wargaming.net البيلاروسي وقد سجلت هذه اللعبة رقماً قياسياً حيث تم تسجيلها رسمياً في موسوعة غينس، كما أن ММО – أكشن استطاع في أحد الأوقات أن يجمع أكبر عدد من اللاعبين في التاريخ في خادم سيرفر واحد حيث جمع أكثر من 90 ألف شخص. في نهاية عام 2012 يخطط منتجوا لعبة World of Tanks أن يحصدوا أرباح تقدر بـ 200 مليون دولار.

من بين منتجي الألعاب البيلاروسيين أيضاً تبرز شركة Viaden Media التي تعتبر الأضخم في البلاد بمجال ألعاب الهواتف النقالة والشبكات الإجتماعية، فواحد من آخر برامجها كان برنامج All-in Fitness لممارسة الرياضة الذي يدخل في عداد أكثر البرامج تحميلاً في العشرات من دول العالم.

تكمن قوة المنتجين البيلاروسيين أيضاً في فئة التطبيقات في مجال الإتصالات، فمثلاً منتجي البرنامج الشعبي Viber الذي يتنافس مع برنامج Skype في سوق الهواتف النقالة هو لإسرائيليين. ففي إسرائيل يقع المقر الرئيسي للشركة التي يستخدم منتجها أكثر من 100 مليون شخص حول العالم. لكن جميع البرامج التي تنتجها Viber تتم في بيلاروسيا. إن أهم ميزات المبرمجين البيلاروسيين هي أن مدراء الشركات يبرزون خاصية التفكير والعمل ليس وفق الكراسات والكتب بل يبتكرون الحلول غير البديهية.

تدخل الشركات البيلاروسية بشكل تقليدي في عداد الموردين الكبار للحلول وللأعمال التجارية، فبين النظم المؤتمتة من فئة ERP (تخطيط موارد الشركات) يبرز في دول الرابطة المستقلة منتج أضخم شركة في المنطقة وهي شركة ERP- للنظم التي تدخل ضمن مجموعة شركات غالاكتيكا والذي يقع مقرها الرئيسي في العاصمة البيلاروسية. اليوم يستخدم برمجيات الشركة أكثر من 6 ألاف شركة من شركات دول الرابطة المستقلة التي تعمل بمختلف القطاعات الإقتصادية.

إن تحالف شركات- IT: مجموعة IBA التي تم إنشاؤها منذ 20 عاماً في مدينة مينسك تعتبر اليوم واحدة من أضخم الشركات في أوروبا الوسطى والشرقية التي تعمل في مجال إعداد الحلول وتقديم الخدمات في مجال التكنولوجيا العالية، إذ تحت علامة IBA التجارية تعمل أكثر من 20 ألف شركة في بيلاروس وروسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا والتشيك وبلغاريا وكازاخستان وقبرص.

يوجد في جعبة مجموعة شركات IBA أكثر من 1,5 ألف مشروع تم تنفيذهم لعملاء من 5 قارات ممن يقدمون الحلول لمواضيع تتعلق بمختلف القطاعات الإقتصادية بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والإتصالات والنقل والطاقة.

القدرة على المنافسة الإقتصادية: عوامل النمو

الموقع الجغرافي الإستراتيجي والكادر المؤهل والبنى التحتية المتطورة في مجال النقل واللوجيستيك والإنتاج والقاعدة التشريعية الأساسية ورأس المال الخاص والإستثمارات – فهكذا لدى بيلاروس طيف واسع من العوامل الضرورية للإنتاج الفعال والمنافسة الناجحة في السوق العالمية.

بيلاروس ليست غنية بمواردها الخام مثلاً كجارتها روسيا وهي تنتمي لمجموعة الدول التي تتطور ليس بفضل إستخدام الموارد الطبيعية بل بفضل عوامل الإنتاج التي تفعل الدولة كل ما بوسعها لتحسين بنيتهم باتخاذها طريق التنمية المبتكرة.

رأس المال البشري – وهو أهم مورد في إقتصاد بيلاروس، فالعديد من المستثمرين يعتبرون أن أحد أسباب إستثمارات رؤوس أموالهم في بيلاروسيا تعود لتوفر موارد الجهد ذات الكفاءات العالية في البلاد.

تميز سوق العمل البيلاروسية الوضع المستقر، فحتى في عام الأزمات الصعبة عام 2011 لم يتم تسجيل أي عملية تسريح جماعية في أي قطاع إقتصادي، بينما يلاحظ الخبراء أن عام 2012 كان أكثر الأعوام طلباً للأخصائيين في مجال البناء وتكنولوجيا المعلومات (IT) والمحاسبة والأطباء والإداريين وأخصائيي المبيعات، كذلك مطلوب في سوق العمل البيلاروسية الأخصائيين اللذين يعتبر مهماً لديهم ليس فقط التخصصات الضيقة بل وحتى الوسيعة مثل اللغات الأجنبية والمواصفات والمقاييس العالمية.

تشير بيانات لجنة الإحصاء الوطنية بأنه اشتغل في الإقتصاد البيلاروسي خلال الأشهر كانون الثاني (يناير) – آب (اغسطس) 2012 م 572,2 4 ألف شخص. فمؤسسات الدولة (بدون الشركات الصغيرة الخاصة) خلال الأشهر كانون الثاني (يناير) – آب (اغسطس) 2012 م قبلوا للعمل لديهم 585,6 آلاف شخص بما في ذلك في مواقع عمل أقيمت بشكل إضافي — 34 ألف شخص.

عدد الباطلين عن العمل المسجلين في مكاتب العمل والضمان الإجتماعي بنهاية شهر آب (أغسطس) 2012 بلغ 27,8 ألف شخص.

يحق لبيلاروس الإفتخار بما وصلت إليه في مجال مكافحة البطالة، فاليوم في بعض الإختصاصات كمية فرص العمل تزيد عن كمية الراغبين بالعمل، فإذا لم يستطيع المواطن أن يجد عملاً باختصاصه يستطيع تلقي التدريب مجاناً للحصول على إختصاص آخر حيث توفر له ذلك حلقات التدريب التي تقيمها الجهات المحلية المختصة. لغاية 1 كانون الثاني (يناير) 2012 كانت نسبة البطالة في البلاد 0,6% من عدد السكان القادرين على العمل وهذا يعتبر واحد من أقل المؤشرات في أوروبا.

يتم حل مشكلة البطالة في بيلاروس بمساعدة التعليم المهني وإعادة التأهيل ورفع المستوى. صور: يفغيني خاتسكيفيتش.
يتم حل مشكلة البطالة في بيلاروس بمساعدة التعليم المهني وإعادة التأهيل ورفع المستوى. صور: يفغيني خاتسكيفيتش.

بالدرجة الأولى تحل مشكلة البطالة في البلاد بمساعدة التعليم المهني وإعادة التأهيل ورفع المستوى. بين كانون الثاني (يناير) و آب (أغسطس) 2012 م أرسلت مصلحة البطالة البيلاروسية حوالي 6,2% من الباطلين عن العمل لتلقي معارف جديدة من أجل توظيفهم.

عوامل الإنتاج: النقل والإتصالات

لا يمكن للأعمال التجارية أن تقوم بدون وسائل الإتصالات الفعالة، فبيلاروس تمتاز بأنها تختلف عن باقي دول الرابطة المستقلة بجودة طرقها وبشبكة الطرق المتطورة فيها وبشبكة الهواتف النقالة التي يمكن الإتصال بواسطتها من أي نقطة في البلاد وبوصول الإنترنت إلى جميع المناطق فيها.

بفضل موقعها الجغرافي ومستوى نمو الإقتصاد فيها فإن بيلاروس تملك إمكانيات ضخمة من أجل دعم مواقفها المتعلقة بعمليات التصدير وعبور الترانزيت على الساحة الأوروبية والأسيوية.

حصة قطاع النقل في بنية الناتج القومي المحلي تبلغ اليوم 7,2%.

تمر عبر بيلاروسيا أهم طرق النقل الجغرافية الأوروبية وهي المعبر الشاقولي الذي يصل مناطق البحر الأسود ومناطق البلطيق والمعبر الأفقي الذي يصل غرب ووسط أوروبا مع روسيا ودول آسيا الوسطى، حيث يتقاطع هذين الممرين في مينسك. تنتقل بطرق البلاد سنوياً أكثر من 100 مليون طن من الحمولات منهم 90% بين روسيا والإتحاد الأوروبي.

تشير بيانات معهد Gallup الأمريكي إلى أن بيلاروس تحتل المركز 68 بين 148 بلداً بجودة طرقها وهي تتقدم بشكل ملحوظ على شركائها في الإتحاد الجمركي: روسيا (المركز 128) وكازاخستان (المركز 105)، كذلك تتقدم على جيرانها: بولندة (المركز 125) وأوكرانيا (المركز 133) ولاتفيا (المركز 122) وليتوانيا (المركز 97).

بالإضافة لطرق السيارات يدخل في نظام النقل البيلاروسي الممرات الجوية والسكك الحديدية والمعابر المائية. في الوقت الحاضر تعمل في بيلاروس 7 مطارات هي: «مطار مينسك الوطني» و «مطار مينسك – 1 الوطني» و«غوميل» و «بريست» و «غرودنو» و «موغيلوف» و «فيتيبسك»، وجميع هذه المطارات توفر خدماتها للرحلات الدولية.

المبنى الجديد لمحطة القطارات الذي يستطيع إستقبال 7 آلاف راكب. صور: interfax.by.
المبنى الجديد لمحطة القطارات الذي يستطيع إستقبال 7 آلاف راكب. صور: interfax.by.
تستعمل في بيلاروس قطارات من نوع Flirt سويسرية الصنع. 4 تشرين الثاني (أكتوبر) في فانيبول تم وضع حجر الأساس لمصنع Stadler الذي سيتم فيه إنتاج القاطرات الكهربائية وسائل النقل الكهربائية الداخلية. صور: interfax.by.
تستعمل في بيلاروس قطارات من نوع Flirt سويسرية الصنع. 4 تشرين الثاني (أكتوبر) في فانيبول تم وضع حجر الأساس لمصنع Stadler الذي سيتم فيه إنتاج القاطرات الكهربائية وسائل النقل الكهربائية الداخلية. صور: interfax.by.

الناقل الوطني: شركة طيران «بيل أفيا» وهي تطور دائماً أسطولها وعدد ركابها، ففي عام 2012 م اشترت الشركة طائرتها التاسعة عشر كما نقلت راكبها المليون في هذه السنة.

الجزء الأكبر من السائحين في بيلاروس يصلون إليها بالطائرات. توجد المطارات المسموح لها باستقبال الرحلات الجوية الدولية في كل محافظة. صور: interfax.by.
الجزء الأكبر من السائحين في بيلاروس يصلون إليها بالطائرات. توجد المطارات المسموح لها باستقبال الرحلات الجوية الدولية في كل محافظة. صور: interfax.by.

تسير بانتظام على الخطوط الحديدية البيلاروسية قطارات نقل الحاويات مثل: قطار «فوستوتشني فيتر» (الرياح الشرقية) و«كازاخستانسكي فيكتور» (شعاع كازاخستان) و«مونغولسكي فيكتور» (شعاع مونغوليا) و «فولكسفاغن روس» و «بيجو- سيتروين» و «موسكفيتش» و ZUBR و «فيكنيك»، كذلك بدأ في عام 2011 مشروع النقل بقطار نقل الحاويات من تشونسينا (الصين) إلى دويسبورغ (ألمانيا)، بالإضافة لذلك فإن الخطوط الحديدية البيلاروسية تشارك في تنفيذ مشروع «ترانس سيب خلال 7 أيام» الذي تنفذه شركة «الخطوط الحديدية الروسية» المساهمة المفتوحة والذي سيؤمن لغاية عام 2015 إمكانية إيصال الحمولات من شرق الحدود الروسية إلى مدينة بريست خلال 7 أيام. يجدر الإشارة إلى أنه تم وضع تعرفة منافسة لقطارات نقل الحاويات كما تم تسريع عملية تحضير الحاويات والعربات مع حمولاتها في محطات الإستلام والتسليم بالإضافة إلى أن مرورهم ضمن الأراضي البيلاروسية يتم بأقصر الأوقات وحسب جدول دقيق وحازم والمثال على حسن تنظيم حركة القطارات هو التعاون بين كل من بيلاروس وليتوانيا وأكرانيا بما يخص تنظيم حركة مرور قطار «فيكينك» للحمولات المتنوعة والذي يسير بانتظام منذ عام 2003 م. في عام 2009 اعترفت لجنة الإتحاد الدولي بأن قطار «فيكينك» يعتبر أفضل مشروع أوروبي لنقل الحمولات.

الناقل الجوي البيلاروسي – بيل أفيا. صور: interfax.by.
الناقل الجوي البيلاروسي – بيل أفيا. صور: interfax.by.

غالبية عمليات نقل الحاويات التي تمر عبر معبر بريست تيريسبول الحدودي تتم بفاتورة واحدة مما يسمح بتسريع مدة إيصال الحمولات وبنفس الوقت تخلق ظروفاً لجذب العملاء من أجل نقل حجم حمولات إضافية. خلال عام 2011 م عبرت الخطوط الحديدية البيلاروسية بفاتورة CIM/SMGS باتجاه غرب — شرق 917 قطاراً يجرون 28,97 ألف عربة وعلى متنهم 37,05 ألف حاوية وبجهة شرق – غرب 780 قطاراً يجرون 21,1 عربة تحل 40,33 ألف حاوية.

تستخدم الخطوط الحديدية البيلاروسية أيضاً نظام إعلام الأجهزة الجمركية مسبقاً عن البضائع التي يتم نقلها على متن الخطوط الحديدية.

كبديل للخطوط الحديدية يقترح الناقلون البيلاروسيون لإستخدام الممرات المائية التي تمر بأنهار بريبيات والدنيبر الذي يسمح بنقل حمولات الإستيراد والتصدير من بيلاروس إلى البحرين الأسود والأبيض المتوسط.

في عام 2010 م اعتمدت حكومة البلاد إستراتيجية تطوير قدرة الترانزيت البيلاروسية للأعوام 2011 – 2015 م. في عام 2008 م تم اعتماد البرنامج الوطني لتنمية النظام اللوجيستي حتى عام 2015 م. فوفق حسابات الحكومية سيسمح تنفيذ هذه البرامج للإنتقال ببيلاروس وجعلها في عداد الدول الرائدة بمجال النقل اللوجستي وهذا ما سيعزز مركزها في مجال نقل الترانزيت. لذلك تم منذ عام 2008 م الضخ في البنية التحتية للنظام اللوجستي البيلاروسي أكثر من 1,1 ترليون روبل بيلاروسي مما سمح في عام 2012 بزيادة حجم تحضير الحمولات داخل الجمهورية بمقدار 14,3% وحجم حمولات الترانزيت بنسبة 3,1%. تعمل في البلاد 7 مراكز لوجستية انشأت على أراضيها مستودعات خاصة لحفظ وتحضير الحمولات، إذ تتوفر في هذه المراكز كافة الشروط لعمل موظفي الجمارك وجهات إستصدار التصريحات وأجهزة الرقابة المرافقة والمخلصين وشركات التأمين على مدار الساعة. من المنتظر أن يتم زيادة عدد المراكز اللوجستية في البلاد ليصل في نهاية عام 2015 م إلى 50 مركزاً.

مؤشر كفاءة العمليات اللوجستية في بيلاروس وفق تقديرات البنك الدولي أعلى منه في جارتها روسيا حيث تحتل البلاد بإنشاء الظروف المناسبة لتوصيل الحمولات المرتبة 91 وفق تصنيف ВБ بينما تحتل روسيا الإتحادية المرتبة 95، كما أنه في بيلاروس تتخذ كافة السبل لرفع مركز البلاد في هذا التصنيف حتى يصل إلى المستوى 50 – 60.

لا تقل أهمية عن البنى التحتية للبلاد وسائل الإتصالات.

تقدم خدمات الإتصالات الثابتة التي يستخدمها اليوم أكثر من 4 مليون عميل شركة «بيل تيلي كوم» الوطنية المركزية.

عدد مستخدمي الهواتف النقالة يبلغ أكثر من عشرة ونصف مليون عميل ويؤمن عمل الهواتف النقالة في بيلاروس أربع شركات هي: شركة «فيل كوم» (العلامة التجارية: Velcom) وشركة МТС ذات المسؤولية المحدودة (ТМ МТС) وشركة «بيست» ذات المساهمة المغلقة (ТМ Life:)) والشركة المشتركة «بيل سيل» ذات المسؤولية المحدودة (ТМ DIALLOG). يدخل في مجال خدمات جميع شركات التشغيل تأمين الإتصال وفق تكنولوجيا 3G.

اليوم إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت في بيلاروس يقترب من 4 مليون شخص، الوصول إلى الإنترنت حر لا يحده شيئ كما أن جميع إتجاهات الشبكة العالمية تنقل بشكل سريع وتتأقلم مع المقطع الشبكي البيلاروسي. غالبية مستخدمي الإنترنت البيلاروسيين يستطيعون الوصول إلى الإنترنت بإستخدام خطوط الهاتف الثابتة وبنفس الوقت الجزء الأكبر منهم يستخدمون تقنية الواي فاي (Wi-Fi) حيث توفر هذه الإمكانيات 4 شركات تشغيل. وعموماً يعمل في بيلاروسيا الكثير من الشركات الوسيطة التي تقدم خدمات الإنترنت للاشخاص الطبيعين وللشركات.

من المنتظر لغاية عام 2015 م أن تزيد سرعة الوصول إلى شبكة الإنترنت في بيلاروسيا عن 100 ميغابيت/ثانية ومستقبلاً ستزيد عن 1 غيغا بيت/ثانية مما سيجعل بالتأكيد إستخدام الإنترنت مريح أكثر وبنفس الوقت سيستقل المستخدمون عن الإنترنت الثابت واليوم أصبح يلاقي شعبية أكثر الإنترنت النقال بصيغة 3G و3G+.

الطرق البيلاروسية المضيافة. صور: يفغيني خاتسكيفيتش.

عوامل الإنتاج: التقنيات الجديدة

الحقائق الحديثة تتطلب إنتقال فعال إلى إقتصاد المعرفة. إذ أن الإتجاهات ذات الأولوية في تطوير الإبتكارات في بيلاروس هي التقنيات إدخار الموارد وكفاءة الطاقة وكذلك المواد الجديدة ومنابع الطاقة الجديدة والطب والصيدلة وتقنيات المعلوماتية والإتصالات وتقنيات الإنتاج ومعالجة وحفظ المنتجات الزراعية والبيوتكنولوجيا الصناعية والبيئة وإستخدام موارد الطبيعة بعقلانية.

إن النظام التكنولوجي الجديد يحدده برنامج التنمية المبتكرة لجمهورية بيلاروس حتى عام 2015 م، هذا البرنامج الحكومي الموجه لتحفيز الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة، فوفق المخططات القريبة القادمة سيتم افتتاح أكثر من 100 شركة جديدة كذلك سيتم التحديث بشكل جذري لأكثر من 600 شركة قائمة بالإضافة إلى إنشاء 400 شركة إنتاج على الأقل، حيث سيؤدي ذلك بحلول عام 2015 كما هو منتظر أن يصبح مساهمة القطاعات التي تنتج المنتجات العلمية تتوافق مع ما تساهم به القطاعات التقليدية.

الماركات التجارية البيلاروسية – Horizont. صور: أليكسي إيساتشينكو.
الماركات التجارية البيلاروسية – Horizont. صور: أليكسي إيساتشينكو.

كإتجاه رئيسي لتحويل القدرة الإنتاجية للبلاد فإن برنامج التنمية المبتكرة الحكومي يحدد إدخال تقنيات عالية وجديدة ذات قيمة مضافة مرتفعة. هناك عامل مهم آخر وهو التوفير في إستهلاك الطاقة والمواد وهذا بالتأكيد يدفع لإنتاج أنواع جديدة من المنتجات والخدمات وكذلك أنواع جديدة من المواد والمنتجات الجديدة الأمينة بيئية والغير خطيرة على الصحة والسلامة وهؤلاء بدورهم يمكنهم تأمين عملية إنتاج سلع وخدمات تقليدية بمواصفات جديدة ومؤشرات لا يمكن الوصول إليها في إطار الأنظمة التكنولوجية السابقة.

 تتشكل اليوم في بيلاروس نماذج الشركات القابضة في مجال الأعمال التجارية. صور: أليكسي إيساتشينكو.

عوامل الإنتاج: المال ورأس المال

يدخل ضمن القطاع المالي في جمهورية بيلاروس النظام المصرفي وشركات التأمين، ويعمل في بيلاروس لغاية 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2012 م 32 مصرفاً تجارياً و25 شركة تأمين. يضبط البنك الوطني البيلاروسي عمل المصارف التجارية، أما شركات التأمين فتضبتها الحكومة عن طريق وزارة المالية. تبلغ حصة المصارف التجارية من أصول القطاع المالي أكثر من 95%.

بالإضافة لقطاع الميزانية فإن العنصر المعهدي الأساسي للنظام المالي في جمهورية بيلاروس يعتبر مايلي: سوق الأوراق المالية والعملات (البورصة) البيلاروسية، وكذلك مركز إيداع الأوراق المالية ذو المستوى الثاني ومعهد الشركاء المهنيين في سوق الأوراق المالية وبنك التنمية في جمهورية بيلاروس.

تعتبر سوق الأوراق المالية والعملات البيلاروسية عبارة عن مكان تجاري واحد تبرم فيه الصفقات المتعلقة بالعملات الأجنبية وبالأوراق المالية، أما المساهم الرئيسي في البورصة فهو البنك الوطني البيلاروسي. عملياً يتم تعامل ممثلي القطاعات غير المالية مع سوق الأوراق المالية والعملات عبر البنوك التجارية وعبر معهد الشركاء المهنيين في سوق الأوراق المالية. تتكون سوق الأوراق المالية والعملات البيلاوسية من قطاعين القطاع السوقي والقطاع غير السوقي، أما عمل السوق فتضبته وزارة المالية.

تتم عملية مسك إيداع الأوراق المالية من قبل مركز إيداع الإيداع.الأوراق المالية في الجمهورية ومن قبل مراكز الإيداع ذات المستوى الثاني وتقوم وزارة المالية أيضاً بضبط عمل نظام

بنك التنمية في جمهورية بيلاروس: تم إنشاؤه في بداية عام 2012 م كبنية غير تجارية هدفها تمويل البرامج الحكومية والمشاريع الإستثمارية الإجتماعية الهامة، ويخضع البنك مباشرة للحكومية البيلاروسية.

منطقة تجارية واحدة بيلاروس وروسيا وكازاخستان

بيلاروس – الشريك النشيط في عمليات التكامل بين الدول التي أصبح أحد أهم اتجاهاتها ظهور الإتحاد الجمركي على الخارطة الجيوسياسية في 1 كانون الثاني (يناير) 2010 م مع كل من روسيا وكازاخستان. والإتحاد الجمركي هو عبارة عن منظمة مفتوحة لدخول الدول الأخرى وبالأخص الدول التي تدخل في منظمة التعاون الإقتصادي الأوروأسيوي ودول الرابطة المستقلة.

لقاء رئيس مجلس الوزراء البيلاروسي والروسي ميخائيل مياسنيكوفيتش ودميتري ميدفيديف. صور: غينادي جينكوف (بيل تا)
لقاء رئيس مجلس الوزراء البيلاروسي والروسي ميخائيل مياسنيكوفيتش ودميتري ميدفيديف. صور: غينادي جينكوف (بيل تا)

شركاء الإتحاد الجمركي يستخدمون تعرفة ضريبية وقواعد جمركية واحدة على منتجات الدول الأخرى، أما في السوق الداخلية فتتم حركة البضائع بدون ضرائب.

منذ 1 كانون الثاني (يناير) 2012 م وصلت الدول الثلاث المشتركة في الإتحاد الجمركي إلى مستوى مبدأي جديد من العلاقات فيما بينهم وهو تشكيل منطقة إقتصادية موحدة تضمن حركة رأس المال والسلع والخدمات بشكل حر.

بهدف تأمين عمل وتطوير الإتحاد الجمركي بشكل فعال تم تأسيس جهاز وطني اطلق عليه إسم اللجنة الإقتصادية الأوروأسيوية، التي يدخل في نطاق عملها: ضبط التعرفة الجمركية والنشاطات الفنية والصحية والبيطرية الحيوانية والنباتية وغير ذلك من النشاطات الجمركية.

تقترح بيلاروس على شركائها في الإتحاد الجمركي التركيز على بذل الجهود المشتركة لدعم ألية التصدير وتوحيد الموارد السياسية والدبلوماسية وجعل هذه المسائل متاحة لإقتصاد الدول الثلاث وبشكل خاص يتم الحديث هنا عن القيام بعمليات تسجيل الأعمال التجارية في إحدى دول المنطقة الإقتصادية الموحدة مع السماح لرجال الأعمال الذي يتم تسجيلهم بالعمل في الدول الثلاثة بآن واحد.

بدورها روسيا بالتعاون مع بيلاروس وكازاخستان جاهزة لعرض الإمكانيات الجغرافية وإمكانات البنى التحتية من أجل وصل الأعمال التجارية بين منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وتزويد عقد النقل والممرات بمنظومة غلوناس. ضمن إطار المنطقة الإقتصادية الموحدة تم فتح طريق مباشرة للأعمال التجارية في منطقة المحيط الهادي لا يتعلق فقط بإقتصاد دول الإتحاد الجمركي الثلاث وحسب بل في مجال البنى التحتية وكذلك بمجال النقل لتأمين أمثل طرق التعاون مع دول الإتحاد الأوروبي.

إن التكامل ضمن إطار الإتحاد الجمركي يؤثر بشكل إيجابي على مقدرة بيلاروس بمجال عبور الترانزيت، وبشكل خاص يتم الحديث هنا عن تطوير الطريق البري طريق شرق – غرب كبديل للطريق البحري. أما المغزى المهم هنا فهو تناغم الشروط الفنية والإستثمارية بمجال الشحن البري وتسهيل الإجراءات وإستخدام تقنيات المعلومات الحديثة لخدمة حركة الشاحنات وذلك من أجل كفاءة عمل مثل هذه المشاريع. بالنتيجة فإن بيلاروس اليوم تعرض على المستثمرين اللذين يستثمرون أموالهم بمجال تطوير إقتصاد البلاد الوصول مباشرة إلى سوق الإتحاد الجمركي الذي يقطنه أكثر من 170 مليون نسمة.

في الطريق إلى منظمة التجارة الدولية

منذ آب (إغسطس) 2012 م أصبحت روسيا عضواً قانونياً في منظمة التجارة العالمية. بيلاروس وكازاخستان شريكتين لروسيا الإتحادية في الإتحاد الجمركي وهم مستمرون في محادثاتهم بشأن انضمامهم إلى منظمة التجارية العالمية بشكل منفصل، تشير التنبآت بأن بيلاروس يمكن أن تنضم إلى منظمة التجارة العالمية خلال سنتين إذ أن المحادثات مستمرة منذ عام 1993 م.

تتم المباحثات للإنضمام إلى غرفة التجارة العالمية وفق أربع إتجاهات هي:

  • تحويل التشريعات كي تتطابق مع إتفاقيات منظمة التجارة العالمية المتعددة الجوانب.
  • الوصول إلى سوق السلع.
  • الوصول إلى سوق الخدمات
  • الدعم الحكومي للزراعة

حتى الآن تأخذ بيلاروس على عاتقها ضمن إطار المنطقة الإقتصادية الموحدة إتباع سياسة إقتصادية موحدة مع روسيا وتقديم الدعم الحكومي للمنتجين المحليين، بعد إنضمام روسيا إلى منظمة التجارة الدولية أصبح من الضروري إعادة النظر بشكل الدعم الحكومي للشركات البيلاروسية وللقطاعات الصناعية بكاملها، ولهذا فإن بيل ليه بروم أعدت إستراتيجية عمل في ظروف منظمة التجارة العالمية وقد تم التوافق عليها مع وزارة الخارجية ومع وزارة الإقتصاد.

إن إنضمام أحد أعضاء الإتحاد الجمركي الثلاث يعطي ميزات للشركاء الآخرين في الإتحاد الجمركي، والحديث يدور هنا عن تغيير ضرائب دخول المعدات التكنولوجية مما يسمح بتسريع إجراءات تحديث عمليات الإنتاج، باستثناء ذلك فإن منظمة التجارة العالمية لا تمانع من تقديم الإعانات الحكومية والمنح من أجل المنتجات المبتكرة وتأقلم هذه المنتجات الجديدة في الأسواق

لا يتنبأ الخبراء الدوليون بمشاكل عالمية للإقتصاد البيلاروسي بعد انضمام البلاد إلى منظمة التجارة الدولية، أما ميزاتها فبالإضافة إلى افتتاح أسواق يصعب الوصول إليها بسبب العديد من المعوقات والشروط الإقتصادية فمن المنتظر خفض الضرائب على المواد وقطع الغيار التي تستخدم في الإنتاج والتي سيتم إداخلها من الخارج. إن الإنضمام إلى منظمة التجارة العالمية يسرع عملية تحديث الشركات البلاروسية وبالتالي فإن كل هذا سيسمح برفع جودة المنتجات المحلية وتقليص نفقات إنتاجها وهي يعني زيادة الصادرات، كذلك سيكون من السهل في إطار منظمة التجارة العالمية ضبط وتسوية مشكلة مكافحة الإغراق.

 

الأنظمة التجارية

منذ عام 1992 م بدأت جمهورية بيلاروس عملية إبرام الإتفاقيات المتعلقة بالتجارة الحرة مع شركائها التجاريين.

في الوقت الحاضر يتم العمل بالإتفاقيات الدولية المبرمة مع كل من أزربيجان وأرمينيا وقرقيزستان وتطجيكستان وكازاخستان ومولدوفا وروسيا وأزباكستان وتركمانستان وأوكرانيا.

ابتداءً من 1 كانون الثاني (يناير) 2010 م وبسبب بدء عمل الإتحاد الجمركي يتم إستخدام نظام التعرفة التفضيلية الموحدة في الدول الثلاث الداخلة ضمن الإتحاد الجمركي.

بسبب تشكيل الإتحاد الجمركي بين جمهورية بيلاروس وجمهورية كازاخستان وروسيا الإتحادية فقد بدأ العمل بتوحيد الأنظمة التجارية مع الدول الأخرى، ويتم ذلك بمشاركة وفد مباحثات موحد يضم ممثلين عن جميع الدول الأعضاء في الإتحاد الجمركي، واليوم تم الإتفاق على الأنظمة التجارية الموحدة مع كل من صربيا والجبل الأسود.

دليل المستثمر

خلق الظروف الإستثمارية المناسبة وتنشيط عملية إستقطاب الإستثمارات الأجنبية المباشرة وزيادة فعالية إستخدامهم – كل ذلك يعتبر واحد من أهم إتجاهات السياسة الإقتصادية للدولة.

وفق دراسات IFC والبنك الدولي “Doing Business-2013” فقد احتلت بيلاروس المرتبة 58 بما حققته من الشروط التي تقيمها للأعمال التجارية من بين 185 دولة، محسنة تصنيفها العالمي بمقدار مرتبتين. بالإضافة للمقارنة بالدول الأخرى فإن “Doing Business-2013” يقيم تقدم كل دولة بالنسبة لنفسها خلال الفترة من 2005 ولغاية 2012م. ضمن إطار هذا النموذج من التقييم فإن بيلاروس تعتبر الثالثة من بين 185 دولة بمقاييس التغييرات الإصلاحية التي أحدثتها على مدى الثماني سنوات الأخيرة. وفق بيانات “Doing Business-2012” فإن بيلاروس أيضاً احتلت المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأكثر نشاطاً في إجراء الإصلاحات بما يتعلق بمجموع التأثيرات الناتجة عن تحرير شروط إقامة الأعمال التجارية المذكور ضمن مؤشرات الفترة ما بين “Doing Business-2006” و “Doing Business-2012”. يذكر ايضاً خبراء IFC وخبراء البنك الدولي إيجابية الإصلاحات التي أجرتها بيلاروس في مجال جباية الضرائب.

مقارنة بالدول المجاورة فإن بيلاروس تعتبر أكثر جاذبية مقارنة بروسيا (التي تحتل المركز 112 وفق “Doing Business-2013”) وأوكراينا (المركز 137) لكنها تخسر أمام الجيران الغربيين مثل لاتفيا (المركز 25) وليتوانيا (المركز 27). تقترب بيلاروس بتصنيفها مع الدول المجاروة الأكثر قرباً من بولندة (المركز 55).

يبدي ممثلون عن 30 دولة من دول العالم اليوم إهتمامهم بالإقتصاد البيلاروسي، فالإهتمام الإستثماري يشمل جميع القطاعات مع توجيه تركيز أكبر على الصناعات الخشبية والغذائية.

لكن الحكومة البيلاروسية تتوقع بأنه يجب أن يتم الإستثمار بقطاع التكنولوجيا العالية وبالتالي ستأتي بقيمة مضافة عالية وزيادة في التصدير وقدرة المنتج النهائي على المنافسة. ولهذه الغاية فقد تم إعداد إستراتيجية في البلاد تنفذ منذ كانون الثاني (يناير) 2012 م تنص على استقطاب الإستثمارات المباشرة خلال المرحلة لغاية عام 2015 م.

يصف الخبراء الصناعات الصيدلانية البيلاروسية بأنها الإتجاه الأكثر أولوية للمستثمرين، ففي الخمس سنوات القريبة القادمة يجب أن تصبح واحدة من أكثر القطاعات الإقتصادية المبتكرة. تخطط الحكومة في هذا المجال لإنشاء شركات معامل مشتركة لإنتاج الوسائل والعقاقير الدوائية العالية الكفاءة وفق شروط التجارب الإنتاجية العملية.

أيضاً من الصناعات التي ذات المستقبل الرائج بالنسبة للمستثمرين تعتبر صناعة البوليميرات والألياف الكيميائية والخيوط ومواد الطلاء، إذ يخطط مصنع بولوتسك- للألياف الزجاجية البدء بإنتاج خيوط البازلت المستمرة التي تستخدم في تحضير المواد التي تستخدم لعزل المحركات وتدعيم الهياكل والحفظ أثناء دفن النفايات السامة الخطيرة، أما الطلب على هذا المنتج فإنه وفق تحليل الخبراء يزيد أكثر بكثير عن إمكانيات روسيا وأوكرانيا اللذين يقومون بإنتاجها.

هناك إتجاه آخر سيكون رائجاً في المستقبل وهو إنتاج المواد الليفية التي تستخدم لإنشاء ما يسمى «بالغرفة النظيفة» أثناء إنتاج الخيوط الكهربائية، سيكون الطلب على هذه المنتجات البيلاروسية كبير ليس في روسيا وكازاخستان وحسب بل وفي ألمانيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية وتايوان.

الشكل الجديد للعاصمة البيلاروسية. صور: interfax.by.

أسباب للإستثمار في بيلاروس

يرى رجال الأعمال الأوروبيون فائدتهم قبل كل شيئ في خدمة حركة تدفق السيارات وإنشاء البنى التحتية للأعمال التجارية العالمية، وليس من قبيل الصدفة أن تدخل في عداد الشركات المشتركة البيلاروسية الأوروبية الأكثر نجاحاً البنوك وشركات الإتصالات والنقل.

من جهة أخرى فإن رجال الأعمال الأسيويين تلمسوا قرب بيلاروس من السوق الأوروبية المربحة، فعمالة تكنولوجيا المعلومات الصينية ZTE و Huawei ينتجون في بيلاروس منذ عدة سنوات مختلف أنواع الإلكترونيات المتعلقة بالهواتف والإتصالات من أجل السوق الأوروبية، أما منتج السيارات الصغيرة Geely فقد افتتح خط إنتاج لهذا النوع من السيارات. الصين أيضاً جاهزة لإستثمار ملايين الدولارات في موقعها الخاص بالقرب من مينسك. (انظر التفاصيل في فقرة المناطق الإقتصادية الحرة).

بشكل خاص وبناءً على طلب وزارة الخارجية طرحت صفحة إنترنت مكتب الإستعلامات www.interfax.by إستفتاء بين رجال الأعمال البيلاروسيين والأجانب بهدف الإستيضاح عن ميزات بيلاروس في سوق المال والإستثمار العالمي. من بين الأسباب التي أثرت على قراراتهم باستثمار أموالهم في الإقتصاد البيلاروسي كانت:

  • الموقع الجغرافي الإستراتيجي. فمن وجهة النظر اللوجستية – تقريباً أفضل مكان في العالم.
  • وصول مباشر إلى سوق الإتحاد الجمركي والمنطقة الإقتصادية الموحدة. وهذا يعني شروط ميسرة للوصول إلى المواد الخام وأسواق المال.
  • إنخفاض مستوى الجريمة، بما في ذلك الفساد. إستيلاء المجرمين على الأعمال التجارية المربحة والملكيات الخاصة شيئ منتشر في روسيا وأوكرانيا أما في بيلاروس فهو شيئ نادر.
  • تطور المواصلات. سنوياً تمر عبر الأراضي البيلاروسية حوالي 170 مليون طن من حمولات الترانزيت.
  • عدم التأثر بالأزمات الإقتصادية الأوروبية.
  • الكفاءات العالية ورخص أجور اليد العاملة نسبياً. الكثير من المستثمرين الأوروبيين اللذين اشتغلوا في مختلف دول الرابطة المستقلة يثمنون عالياً الكوادر البيلاروسية.
  • إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية المنخفضة الثمن.
  • السوق ليس مشغولاً بشكل كامل. خاصة في مجال الخدمات.
  • إمكانية الخصخصة مستقبلاً. 85% من الشركات المتبقية ملك الدولة – هذه قدرة كامنة ضخمة لإستقطاب المستثمرين.
  • الضمانات والتسهيلات للمستثمرين.

 

حماية الإستثمارات

أنشأت جمهورية بيلاروس أوثق الشروط القانونية للمستثمرين، هذه الشروط التي تضمنها الإتفاقيات الدولية وكذلك التشريعات الوطنية.

فعلى المستوى الدولي تم توقيع:

  • 63 (لغاية أيار (مايو) 2012 م) إتفاقية ثنائية الأطراف عن تجنب الإزدواج الضريبي.
  • حوالي 60 إتفاقية ثناية الأطراف حول تأمين حماية الإستثمارات المتبادلة.
  • إتفاقية سيؤول المتعلقة بتأسيس وكالات متعددة الأطراف لضمان الإستثمارات (إتفاقية MIGA
  • إتفاقية حل النزاعات الإستثمارية بين الدولة والشخصيات الطبيعية أو الإعتبارية الأجنبية (ICSID).
  • المعاهدات الدولية الأخرى.

خلال السنوات الأخيرة تم وضع سلسلة من المعايير القانونية التي تعمل على تفعيل العمليات الإستثمارية.

تعتبر بيلاروس أول دولة بين دول الرابطة المستقلة التي اعتمدت وثيقة أساسية لتنظم عمل الإستثمارات ليس الوطنية وحسب بل والأجنبية داخل البلاد. إن المؤشر الإستثماري يحمي حقوق المستثمرين الأجانب ويعطيهم ميزات خاصة محفزة في مجال الضرائب والجمارك والعملات الصعبة.

يعفى رجال الأعمال الأجانب وكذلك الشركات المشتركة لمدة 3 سنوات من ضريبة الأرباح على النشاطات الإنتاجية. وإذا كانوا سينتجون منتجات هامة بالنسبة للدولة فإن قيمة ضريبة الأرباح بعد ثلاث سنوات ستكون فقط 50% لمدة ثلاث سنوات أخرى.

في عداد الحسميات والتسهيلات:
  • الإعفاء من دفع الضرائب الجمركية والضريبة على القيمة المضافة عند إدخال الوسائل الرئيسية المخصصة لتشكيل رأس المال التأسيسي إلى البلاد.
  • تصدير المنتجات التي يصنعها بنفسه وإستيراد المنتجات المخصصة لصناعاته بدون أي تراخيص تذكر.
  • التصرف بشكل حر بالدخل من العملة الصعبة الناتج عن تصديره لمنتجاته التي يصنعها بنفسه بعد تسديده للضرائب والإلتزامات المالية الأخرى.
  • الحرية في إختيار موردي المنتجات ووضع السعر الذي يراه على المنتجات التي يقوم بتصنيعها

نظام من الحوافز يؤثر على الإنتاج الذي يتم إنشاؤه في المدن الصغيرة والمناطق القروية: المؤسسات التجارية ورجال الأعمال اللذين يقيمون شركاتهم في المدن الصغيرة والمستوطنات والمناطق القروية يتم إعفاؤهم لمدة 7 سنوات من تاريخ التسجيل من ضرائب الأرباح والضرائب المحلية والرسوم ومن عملية إلزامهم ببيع الدخل من العملة الصعبة ومن ضريبة العقارات ومن رسوم المساهمة في صندوق الإبتكار، كذلك يتم إعفاؤهم من الضرائب الجمركية عند إدخال بعض أنواع المنتجات لإيداعها في رأس المال التأسيسي ومن الرسوم الحكومية لإستخراج الاذونات الخاصة (التراخيص).

تقدم الوكالة الوطنية للإستثمارات المساعدة للمستثمرين الأجانب من أجل تنفيذ مشاريعهم، إذ أن وظيفة الوكالة الرسمية هي إعداد الطرق المثلى لإستخدام أملاك الدولة وفق مقترحات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. من أجل تنظيم حوار مباشر مع السلطات البيلاروسية ومناقشة السبل المتعلقة بتحسين مناخ العمل تم إنشاء مجلس إستشاري للإستثمارات الأجنبية تابع لرئاسة مجلس الوزراء يترأسه رئيس مجلس الوزراء، كذلك تم إنشاء معهد الوكالات الإستثمارية وهو يعمل في إستقطاب الإستثمارات، وقد أعطيت اليوم هذه الصفة لـ 13 شركة.

المناطق الإقتصادية الحرة والبارك (الحديقة الفنية) والتسهيلات

المناطق الإقتصادية الحرة – واحات للأعمال التجارية

من أجل تسريع عملية تطوير بعض المناطق في جمهورية بيلاروسية تم إستخدام واحدة من النماذج الفعالة المجربة عالمياً في مجال الإدارة الإقتصادية، فمنذ 1996 وحتى 2002 تم إنشاء مناطق إقتصادية حرة – وهي مناطق متكاملة تجمع وظيفة التصدير والإنتاج والمنطقة الجمركية الحرة:

  • منطقة بريست الإقتصادية الحرة (أنشأت في عام 1996م)
  • (منطقة مينسك الإقتصادية الحرة (1998)
  • (منطقة غوميل — راتون الإقتصادية الحرة (1998
  • (منطقة فيتيبسك الإقتصادية الحرة (1999)
  • (منطقة موغيلوف الإقتصادية الحرة (2002)
  • (منطقة غرودنوينفيست الإقتصادية الحرة (2002

الشركة التي تمتلك صفة مواطن المنطقة الإقتصادية الحرة في بيلاروس تسدد أنواع محددة من الضرائب، بالإضافة لذلك تقدم تسهيلات على سلسلة من الضرائب وذلك مقارنة بالنظام الضريبي في البلاد. النظام القانوني الخاص الموحد لنشاط مواطن المنطقة الإقتصادية الحرة يبقى بدون تغيير خلال 7 أعوام من تاريخ التسجيل.

مواطنوا المنطقة الإقتصادية الحرة يمكن أن يكونوا أشخاص إعتباريين تم إنشاؤهم وفق التشريعات البيلاروسية بما في ذلك بمشاركة المستثمرين الأجانب، من أجل الحصول على صفة مواطن المنطقة الإقتصادية الحرة يجب ألا يقل المبلغ المعلن عنه من الإستثمارات الأجنبية للمرشح عن 1 مليون يورو. يجب على مواطن المنطقة الإقتصادية الحرة التواجد فوق أراضي المنطقة الإقتصادية الحرة وأن يبرم عقداً حول شروط العمل في المنطقة الإقتصادية الحرة مع إدارتها.

من أجل التسجيل في المنطقة الإقتصادية الحرة يقدم الراغبون إلى إدارة المنطقة إطبارة محددة من الوثائق. لا تتعد مدة دراسة الطلب 14 يوماً. يمكن الطعن بقرار رفض التسجيل عن طريق المحكمة.

يمنع على مواطني المنطقة الإقتصادية الحرة ضمن إطار تلك المنطقة القيام بالعديد من النشاطات الخطيرة مثل إنتاج السلاح والزخائر والمواد المشعة وغيرها من المواد التي تحمل الخطر.

بالإضافة لذلك فإن التسهيلات التي تقدمها التشريعات لمواطني المنطقة الإقتصادية الحرة لا تخص الشركات التي تنتمي لبعض قطاعات السوق مثل:

  • تقديم وجبات الطعام، ألعاب القمار، النشاطات المتعلقة بتنظيم الألعاب الإلكترونية، النشاطات التجارية وعمليات البيع والشراء، عمليات الأوراق المالية.
  • بيع السلع (الأعمال، الخدمات) الإنتاج (التنفيذ، المساعدة) الذي يتم بإستخدام الأموال الرئيسية العائدة لمواطن المنطقة الإقتصادية الحرة و (أو) جهد موظفي مواطن المنطقة الإقتصادية الحرة خارج أراضي المنطقة الإقتصادية الحرة.
  • نشاط البنوك والمؤسسات الإئتمانية المالية غير البنكية وشركات التأمين.

خلال فترة وجودهم أثبتت المناطق الإقتصادية الحرة البيلاروسية فعاليتها كوسيلة لجذب الإستثمارات الأجنبية إلى البلاد. في المناطق الإقتصادية الحرة تعمل الشركات الإنتاجية الناجحة مثل شركة سانتا بريمر.

تنفذ في المناطق الإقتصادية الحرة البيلاروسية المشاريع التي تجذب الإستثمارات من أكثر من 30 دولة من دول العالم بمبلغ يزيد عن 360 مليون دولار. إن 80% من صادرات مواطني المناطق الإقتصادية الحرة البيلاروسية تأتي من روسيا بالإضافة إلى10% تأتي من دول الرابطة المستقلة الأخرى.

تنهي جمهورية بيلاروس اليوم عملها المتعلق بتحويل التشريعات الوطنية المتعلقة بالمناطق الإقتصادية الحرة لتتماشى مع معايير الإتحاد الجمركي.

حصلت المنطقة الصناعية البيلاروسية الصينية التي تم إنشاؤها في منطقة مطار مينسك الوطني على مساحة قدرها 8048 هكتارعلى صفة قانونية خاصة أطلق عليها إسم: البارك (الحديقة الفنية) الإقتصادي الخاص.

بارك (حديقة) التكنولوجيا العالية — وسط فريد لتطوير الأعمال التجارية

وفق العديد من المؤشرات يقع تحت مفهوم «المنطقة الإقتصادية الحرة» بارك التكنولوجيا العالية الذي يقع في مينسك، مع العلم بأنه شكلياً لا ينتمي إلى المناطق الإقتصادية. بارك التكنولوجيا العالية البيلاروسي الذي تم إنشاؤه في عام 2005 م يدخل اليوم في عداد مجمعات تكنولوجيا المعلومات الرائدة في وسط وشرق أوروبا.

يتم تصنيف مواطنوا البارك سنوياً ضمن لوائح تصنيف مصممي وموردي برامج تكنولوجيا المعلومات العالمية المشهورة.

بارك التكنولوجيا العالية. صور: interfax.by.
بارك التكنولوجيا العالية. صور: interfax.by.

الشركات البيلاروسية التي تعمل في بارك التكنولوجيا العالية تنافس بنجاح في سوق التكنولوجيا العالية العالمية فهي تعمل بحجوزات مسبقة من أكثر من 50 دولة. من بين مستهلكي المنتجات الفكرية التي ينتجها مواطنوا البارك تلك المنظمات مثل: البنك الدولي وسوق لندن للأوراق المالية وميكروسوفت (Microsoft ) وجوجل (Google) و إتش بي (HP) وسامسونغ (Samsung) و إتش تي سي (HTC) وتويوتا (Toyota) و(Mitsubishi) وكوكا كولا (Coca-Cola) والعديد غيرهم من الشركات والمؤسسات العالمية الشهيرة.

تعتبر شركة EPAM Systems واحدة من الشركات التي تتمتع بصفة مواطن بارك التكنولوجيا المرتفعة وهي تعتبر واحدة من أضخم مصممي البرمجيات وموردي تكنولوجيا المعلومات في المنطقة.

الكمبيوتر السوبر سكيف. صور: interfax.by.
الكمبيوتر السوبر سكيف. صور: interfax.by.

جذب بارك التكنولوجيا العالية للأعمال التجارية لا يكمن بالتسهيلات الضريبية المتوفرة فيه وحسب، إذ أن المورد الرئيسي لمجمع تكنولوجيا المعلومات البيلاروسي يبقى الأخصائيين ذوي الكفاءات العالية القادرين على تنفيذ أعقد المشاريع. يدرس المصممون البيلاروسيون ويتم تقييمهم في المراكز التعليمية الرائدة في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات مثل: ميكروسوف (Microsoft) وأي بي إم (IBM ) وأوراكل (Oracle) وساب (SAP) وغيرهم.

تعتبر خاصية بارك التكنولوجيا العالية البيلاروسي هي نظامه القانوني الذي يعمل فوق جميع اراضي الجمهورية. أما الشركات ورجال الأعمال فيستطيعوا أن يسجلوا أنفسهم بصفة مواطنين فيه وأن يستخدموا جميع التسهيلات المتوفرة بغض النظر عن المكان الذي يمارسون فيه نشاطاتهم إن كان في مينسك أو في أي منطقة أخرى من البلاد وبفضل ذلك فإن عدد مواطني بارك التكنولوجيا العالية أضحى يزيد عن 100 وهو الآن في إزدياد.

التجارة الخارجية

إن نمو الإقتصاد العالمي يضع شروطاً جديدة تتعلق بمستوى تنظيم النشاطات الإقتصادية الخارجية.

إن أكثر من 50% من المنتجات التي يتم تصنيعها في البلاد يتم تصديرها، إذ أن بيلاروس تملك علاقات إقتصادية خارجية مع أكثر من 180 دولة حول العالم. حصة الإتحاد الأوروبي الذي يعتبر الشريك التجاري الرئيسي لبيلاروس تبلغ 40% من حجم الصادرات، أما خمس حجم الصادرات فيذهب لروسيا الإتحادية التي تحتل المرتبة الثانية في حجم التبادل التجاري مع بيلاروس والذي يبلغ 35% من حجم الصادرات البيلاروسية بالإضافي إلى نصف الواردات.

من بين دول الرابطة المستقلة بعد روسيا تأتي في المرتبة الثانية أوكرانيا ومن ثم في المرتبة الثالثة كازاخستان.

تنمو بشكل ديناميكي العلاقات التجارية مع الشركاء التقليديين في دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وفنزويلا والأرجنتين، أما في منطقة آسيا فمع الصين والهند وفيتنام وفي الأعوام الآخيرة بدأ ينمو حجم التجارة مع أندونيسا ونيجيريا.

إن عملية تحفيز الصادرات الوطنية تعتبر مكوناً مهماُ من أجل تنمية عملية تصدير البضائع البيلاروسية مستقبلاً وتأمين موازنة مستقرة وإيجابية في مجال التجارة الخارجية.

يدخل في عداد أهم المنتجات التي يتم تصديرها كل من النفط والمنتجات النفطية وأسمدة البوتاسيوم والآزوت والمعادن والسيارات الشاحنة والجرارات والألياف الكيميائية والخيوط والإطارات ومنتجات الألبان واللحوم والسكر.

بلغ في كانون الثاني (يناير) – حزيران (يونيو) 2012 م حجم التجارة الخارجية من المنتجات 48,6 مليار دولار (بالمقارنة مع كانون الثاني (يناير) – حزيران (يونيو) 2011 م فإن هذا الرقم زاد بمقدار 7 مليار دولار أوبنسبة 16%)، تصدير المنتجات – 25,3 مليار دولار – زاد بنسبة 33,7%، إستيراد المنتجات – 23,3% — زاد بنسبة 2,7%. موازنة التجارة الخارجية بالمنتجات إيجابية – 2 مليار دولار.

أهم الشركاء التجاريين في مجال الخدمات بالنسبة لبيلاروس يتعبر الإتحاد الأوروبي (حوالي نصف حجم الصادرات) وروسيا (ربع الصادرات).

أكثر من 60% من إجمالي حجم تصدير الخدمات يتعلق بخدمات النقل، بفضل الموقع الجغرافي المميز لجمهورية بيلاروس، كما ينتمي إلى هذا النوع من الصادرات أيضاً الخدمات في مجال الحواسيب وكذلك خدمات البناء.

«البناء الأخضر» النموذج الإقتصادي البيلاروسي

يتم التخطيط في بيلاروس لنقل الإقتصاد إلى مبادئ ما يسمى «الخضراء». حيث تفعل الجمهورية كل ما في وسعها كي تصبح مثلاً يقتدى به في تدبير شؤون البيئة وحماية الطبيعة في المنطقة، إذ تتوفر في البلاد كافة الظروف من أجل تقليص الناتج القومي المحلي للطاقة وخفض إطلاق الغازات الدفيئة وتجنب تلوث المياه السطحية والجوفية.

تتوفر في جعبة بيلاروس قاعدة تشريعية قريبة من الأوروبية ومستوى عالي من الكفاءة في إدارة شؤون الدولة ونظام مراقبة عالي الجودة يتعلق بحالة البيئة.

إن تطور الإقتصاد الأخضر سيدعم أيضاً إنطلاق أنواع جديدة من الصناعات ذات مستوى تلويث منخفض وسيدفع لإستخدام التكنولوجيا الحديثة المبتكرة وبالتالي ستكون تلك الصناعات بديلة وموفرة للموارد الطبيعة.

تبدل المناخ

تعير بيلاروس إهتماماً خاصاً لحل مشاكل تبدل المناخ حيث تعتبر ذلك دعوة عالمية جادة للسير على طريق التنمية المستقرة.

فبتقسيم المسؤولية تجاه الخطر المحيط بمستقبل كوكبنا الأرضي انضمت بيلاروس إلى إتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي (عام 2000) وإلى إتفاقية كيوتو (عام 2005).

تدعو جمهورية بيلاروس إلى التعاون الدولي الوسيع لإيجاد كافة الطرق المتعلقة بمنع التغير المناخي وهي تدعم ضرورة وضع إتفاقية جديدة شاملة تتعلق بالمناخ كما أنها تفعل كل ما بوسعها لإعداد سياسة فعالة وعادلة وعالمية وطويلة الأجل تتعلق بالمناخ قادرة على إيقاف الخطر الحديث المحدق بالبيئة.

الطاقة البديلة

بالإعتراف بالدور المتزايد لمصادر الطاقة البديلة ومن أجل تنفيذ مبادئ التنمية المستقرة فإن جمهورية بيلاروس تدعم التوجهات الإيجابية لتعزيز القوى الدولية المتجهة نحو إعداد إستراتيجية عالمية وفعالة في إستخدام الطاقة البديلة.

يدعو الطرف البيلاروسي لإيجاد آلية دولية تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة تساعد في تسهيل الوصول إلى تكنولوجيا الطاقة الحديثة في جميع دول العالم.

تعتبر بيلاروس عضو في الوكالة الدولية للطاقة البديلة (IRENA) منذ تأسيسها في عام 2009 م. إن بلدنا يضع آمالاً كبيرة على هذه المنظمة الدولية المتخصصة والتي من المنتظر أن تصبح في المستقبل قاعدة عالمية لتبادل الخبرات المتقدمة في مجال توسيع إستخدام مصادر الطاقة الجديدة والبديلة وبالتالي في زيادة فعالية الطاقة إقتصادياً.

المنطقة الصناعية في بيلاروس

 تعتبر المنطقة الصناعية في بيلاروس تشكيل محلي تبلغ مساحته حوالي 80 كم مربع يتمتع بنظام قانوني خاص لتأمين الشروط المريحة لبدء الأعمال التجارية.

تقع المنطقة الصناعية في سموليفيتشسكي  بمحافظة مينسك على بعد 25 كم من مدينة مينسك عاصمة جمهورية بيلاوس وهي تحتل مساحة 80 كم مربع، أما التوضع الجغرافي للمنطقة فقد جعلها مثالية من حيث قربها من مطار مينسك الدولي ومن السكة الحديدية ومن طريق السيارات الدولية " М1" الواصلة بين برلين وموسكو بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى مرفأ كاليبيدسكي الذي يقع على بحر البلطيق على مسافة 500 كم.
من المقرر أن يتم إقامة مناطق إنتاجية وسكنية ومكاتب ومجمعات تجارية وترفيهية ومراكز مالية ومراكز أبحاث علمية فوق أراضي المنطقة.
عملياً يتم بناء مدينة دولية حديثة نظيفة بيئياً مع التركيز فيها على عمليات الإنتاج المبتكر العالي التكنولوجية القادر على المنافسة والمتمتع بقدرة تصديرية كامنة عالية.
يتم تطوير المشروع في إطار برنامج التعاون الدولي الصيني البيلاروسي المشترك وبالإستناد على الوثائق المشتركة الموقعة بين حكومتي البلدين.
يمكن لأي شركة الإقامة والعمل في المنطقة الصناعية بغض النظر عن الدولة مصدر رأسمالها.
على الرغم من المنافسة الحادة لاستقطاب كل مستثمر في الأسواق العالمية فإن الحكومة خلقت من أجل الشركات المقيمة في المنطقة الصناعية الأجواء الإستثمارية المريحة التي تضمها كل من القوانين الوطنية والإتفاقيات والإلتزامات الدولية كما أن الحكومة أعطت الإمتيازات غير السبوقة والأفضليات وشكلت جهاز إدارة حكومي مستقل وظيفته تقديم الخدمات الإدارية وفق مبدأ «النافذة الواحدة».
بناءً على الأمر الخاص الصادر عن رئيس جمهورية بيلاروس بتاريخ 5 حزيران (يونيو) 2012 م فإن المنطقة الصناعية في بيلاروس ستشمل التوجهات التالية:
الضرائب الإمتيازية المخفضة وفق صيغة «10 + 10»: الإعفاء من جميع الضرائب على الشركات لمدة 10 سنوات من لحظة تسجيل الشركة كمقيم في المنطقة وخفض نسبة الضرائب السارية بنسبة 50% على 10 سنوات التالية من العمل في المنطقة.
إعفاء المقيمين في المنطقة من تسديد الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة عند الإدخال إلى الأراضي البيلاروسية المنتجات بهدف إستخدامها في المشاريع الإستثمارية في المنطقة.
إن النظام الجمركي في المنطقة الجمركية الحرة يعطي حق إدخال المنتجات (الخامات والمواد) بدون تسديد أي مبالغ الجمركية عليها (الرسوم والضريبة على القيمة المضافة والضرائب الأخرى) بشرط تصنيع تلك السلع وتصديرها لاحقاً خارج حدود الإتحاد الجمركي.
الإمتيازات التي يتمتع بها العاملون في المنطقة الصناعية: قيمة ضريبة دخل الشخص ثابتة وتبلغ 9% فقط أي بنسبة 25% أقل من الضريبة المعمول بها في عموم البلاد.
بالإضافة إلى ذلك تعفى الشركات المقيمة  والموظفين الأجانب العاملين بها من دفع رسوم الضمان الإلزامية  من رواتبهم. لا يسدد الموظفون العاملون في الشركات المقيمة في المنطقة المتمتعون بالجنسية البيلاروسية رسوم الضمان الإلزامية على الجزء من أرباحهم الذي يزيد عن قيمة متوسط الراتب الشهري في البلاد.
خصم كامل مبلغ الضريبة على القيمة المضافة المسدد أثناء شراء المنتجات (الأعمال والخدمات وحقوق الإمتيازات) المستخدمة من أجل إعداد المخططات التصميمية وبناء وتجهيز المباني والمنشآت في المنطقة.
إعفاء المقيم في المنطقة من ضريبة الأرباح على الفوائد المخصصة للشركاء خلال 5 سنوات تبدأ من سنة جني الأرباح بالعملة الصعبة.
الإمتيازات الأخرى:
في حال ظهور ضرائب ورسوم أخرى فوق أراضي الجمهورية فإن المقيمين في المنطقة لن يكونوا ملزمين بتسديدها.
عند قدوم المستثمر إلى المنطقة ستكون بخدمته بنى تحتية هندسية وطرقية جاهزة تصل لغاية قطعة الأرض التي يختارها، حيث تقوم الشركة المديرة ببناء البنى التحتية في المنطقة وتوصلها إلى منشآت المستثمر.
وبهدف إستخدام الخبرات المتقدمة  يمكن في المنطقة الصناعية التخطيط وفق المعايير الفنية للدول الأجنبية بشرط أن تتطابقها مع شروط الأمن والسلامة والوثوقية من الحلول التصميمية ومراعاة شروط عدم نشوب الحرائق والإنفجارات في المنشآت.
يمكن للمستثمر أن يحصل على قطع الأرضي في المنطقة الصناعية للإستخدام (الإستئجار) لمدة تصل لغاية 99 سنة أو أن يشتريها كملكية خاصة، أما تأجير وبيع الأراضي فيتم عن طريق الشركة المديرة.
يتم في الوقت الحاضر إعداد المخططات التصيميمة ومن المقرر أن تتم في النصف الثاني من عام 2013 ميلادية البدء بعملية بناء البنى التحتية الهندسية والطرقية وفي الوقت الحاضر يتم إختيار قطع الأرض للمستثمرين المحتملين بهدف إعداد المخططات لمنشآت محددة (الوصل بالمناطق المحلية).